أما مكة فيمكن أن ينزل الإنسان بعيدا ولكن منى وعرفة ومزدلفة مشاعر كالمساجد، لا يجوز لأحد إطلاقاً أن يبني فيها بناءً يؤجره ولا أن يختط أرضاً ويؤجرها فإن فعل فالناس معذورون يبذلون الأجرة والإثم على الذي أخذها.
وقوله:«وركب النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر» صلى بمنى خمس صلوات كل صلاة في وقتها بدون جمع لأنه لو كان يجمع لبينه جابر رضي الله عنه فإن الجمع خلاف الأصل ولما لم ينبه عليه علم أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلوات الخمس صلاة مفرودة كل صلاة في وقتها، الظهر والعصر والعشاء قصراً لحديث أنس الثابت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عام حجة الوداع ولم يزل يصلي ركعتين حتى رجع إلى المدينة (١) وأنس رضي الله عنه له خبرة بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم لأنه خادمه.
وقوله: «أمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما
(١) قال أنس رضي الله عنه: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين، ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة، أخرجه البخاري في كتاب تقصير الصلاة / باب ما جاء في التقصير (١٠٨١) ومسلم في صلاة المسافرين (٦٩٣) .