وقوله: «فقرأ) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى (» قرأ ذلك في حال نفوذه إشارة إلى أنه إنما فعل ذلك امتثالا لأمر الله تعالى في قوله) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى ((١) وهذا أمر مطلوب منا عندما نفعل العبادات أن نستشعر بأننا نقوم بها امتثالا لأمر الله تعالى لأن شعور الإنسان عندما يفعل العبادة بأنه يفعلها امتثالا لأمر الله تعالى فإن هذا مما يزيد في إيمانه ويجد لها لذة وهذه هي نية المعمول له. بخلاف الذي يفعل العبادة وهو غافل عن هذا المعنى فإن العبادة تكون كالعادة، ولهذا قال المتكلمون على النيات إن النية نوعان نية العمل ونية المعمول له والأخيرة أعظم مقاما من الأولى لأن نية العمل تأتي ضرورة فما من إنسان عاقل يقوم بعمل إلا وقد نواه وقصده حتى قال بعض العلماء رحمهم الله لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان من تكليف مالا يطاق. لكن المقام الأسنى والأعلى نية المعمول له التي تغيب عنا كثيراً.
وقوله تعالى:) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى (استدل بعض العلماء رحمهم الله باستشهاد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية على أن ركعتي الطواف واجبة وهذا له حظ من النظر لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسر به الآية الدالة على الوجوب للأمر بها ولهذا لا ينبغي