وقوله:«فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟» قوله «فقام سراقة» كان هذا عند المروة والسياق الذي في صحيح البخاري (١) رحمه الله كان عند العقبة فما الجمع بينهما؟ نقول الجمع بينهما: ربما أن سراقة رضي الله عنه أعاد السؤال مرة ثانية إما لأنه نسي ما قاله عند المروة وإما لزيادة التأكد وهذا يقع.
وقوله:«وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل ولبست ثياباً صبيغاً، واكتحلت فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشاً على فاطمة للذي صنعت مستفتياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال: «صَدَقتْ صَدَقتْ. ماذا قلت حين فَرضْتَ الحج» قال: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك» .
قوله:«قدم علي من اليمن» أي وصل إلى مكة والنبي صلى الله عليه وسلم في الأبطح. والسبب في ذهابه إلى اليمن لأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى اليمن للدعوة إلى الله وأخذ الزكوات منهم وغير ذلك.
وقوله:«ببدن النبي صلى الله عليه وسلم» أي ببعضها لأن بعضها جاء بها علي رضي الله عنه وبعضها جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم كما يأتي في آخر الكلام.
وقوله: «فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل ولبست
(١) أخرجه البخاري في كتاب العمرة / باب عمرة التنعيم (١٧٨٥) ولفظه " فأمر عبد الرحمن بن أبى بكر أن يخرج عائشة إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج في ذي الحجة وأن سراقة بن مالك بن جعشم لقي النبي صلى الله عليه وسلم بالعقبة وهو يرميها، فقال: ألكم هذه خاصة يا رسول الله؟ قال: " لا بل للأبد".