والمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انصبت قدماه في بطن الوادي سعى من أجل أن الناس إنما سعوا من أجل سعي أم إسماعيل.
وقوله:«ففعل على المروة كما فعل على الصفا» لم يذكر جابر رضي الله عنه ماذا يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم في بقية سعيه ولكن قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن السعي لذكر الله فقال: «إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله»(١) . فأي ذكر تذكر الله به فهو خير سواء بالقرآن أو بالتسبيح أو بالتهليل أو بالتكبير أو بالتحميد أو بالدعاء فأي شيء تذكر الله به فإنك قد حصلت على المطلوب.
وهل ينافي ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ الجواب: لا، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الذكر لأنه تذكير للخلق بما شرع الله لهم.
وقوله:«ففعل على المروة كما فعل على الصفا» يعني من الصعود والدعاء والمقام، فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك سبع مرات
(١) أخرجه أبو داود في المناسك / باب الرمل (١٨٨٨) . والترمذي في الحج / باب ما جاء في كيف يرمي الجمار (٩٠٢) . والدارمي في المناسك / باب الذكر بعد رمي الجمار (٢٧٩) .