للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرفة.

وهذا أحد القولين لأهل اللغة وأهل الفقه فإن أهل اللغة وأهل الفقه اختلفوا هل نمرة من عرفة أم لا؟

فجزم النووي رحمه الله (١) وجماعة بأنها ليست من عرفة وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله وهذا هو الصواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن ببناء الخيمة فيها ولو كانت مشعراً لم يأذن ببناء الخيمة فيها ولهذا ما بني له خيمة في عرفة ولا بني له خيمة في منى حتى إنه يروى أنه قيل له ألا نبني لك خيمة في منى فقال: (لا منى مناخ من سبق) (٢) هكذا روي عنه وكونه يأذن أن يبنى له خيمة في نمرة يدل على أنها ليست من المشاعر وإلا لما أذن فيها.

وأما قوله «حتى أتى عرفة» فمعناه بيان لمنتهى تجاوزه وأنه لم يقف بمزدلفة كما كانت قريش تفعل بل تجاوزها حتى بلغ عرفة التي هي موقف الناس كما قال الله تعالى:) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ((٣) والناس يفيضون من عرفة ولهذا لم يقل: «فوجد القبة قد ضربت بها في نمرة» .


(١) أنظر شرح مسلم للنووي ٨/ ٤١١.
(٢) أخرجه الإمام أحمد ٦/١٨٧، ٢٠٧. وأبو داود في المناسك / باب تحريم مكة (٢٠١٩) والترمذي في الحج / باب ما جاء إن منى مناخ من سبق (٨٨١) وابن ماجه في المناسك / باب النزول بمنى (٣٠٠٦) .
(٣) سورة البقرة: آية ١٩٩.

<<  <   >  >>