للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد بن علي الأصْبِهاني، حدثنا زكريا السَّاجِي، قال: قال داودُ بنُ علي: سمعت مُصْعَبَ - يعني ابن عبد الله - الزُّبَيْري، يقول:

كان الشافعي، رضي الله عنه، ينظر في الشعر، فقال له كاتبٌ لأبي: إنّما الشِّعرُ مروءةُ الفِتْيان. عليك بالفِقْه. فَترَكه وأخذ في الفقه.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأني أبو القاسم بن عُبَيْد (١) القاضي: أنّ زكريا ابن يحيى السَّاجِي حدّثَهُم، قال: حدثني أحمد بن محمد بن بنت الشافعي، قال: حُدِّثتُ عن الشافعي أنه قال:

كنت أنظر في الشعر، فارتقيت عَقَبةً، فإذا صَوْتٌ من خلفي: عليك بالفقه.

وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا محمد بن علي بن طلحة المَرْوَرُذِي، حدثنا أحمد بن علي الأصبهاني، حدثنا زكريا بن يحيى السَّاجِي. فذكره بمثله، غير أنه قال عَقَبَةَ [مِنَى (٢)].

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الوليد، حدثنا أبو جعفر: محمد ابن علي العُمَري، حدثنا إبراهيم بن غَسَّانَ الدَّقَاق، حدثنا أبو بكر الحُمَيْدي، قال:

قال الشافعي: خرجت أطلب النحوَ والأدبَ، فلقيني مُسلمُ بْنُ خالد، فقال: يا فتى! مِنْ أينَ أَنْتَ؟ قلت: مِنْ أَهْلِ مَكَّة. قال: وأيْنَ مَنْزِلك بها؟ قلت: بشِعْبِ الخَيْف. قال: من أي قبيلة أنت؟ قلت: من ولد عبد مناف. قال: بخ بخ!! لَقَدْ شَرَّفَكَ الله في الدُّنْيا والآخِرة، أَلاَ جَعَلت فهمَك هذا في الفِقْهِ، فكانَ أحسنَ بك؟


(١) في ا: «عبد».
(٢) ما بين القوسين ليس في ا. وراجع الخبر في حلية الأولياء ٩/ ٧٤ - ٧٥ من وجه آخر.
[م - ٧] مناقب