للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الفضل: محمد بن إبراهيمَ المُزَكِّي، حدَّثَنا محمد بن رَوْح الأُسْتَوائي (١)، حدثنا الزبير بن أحمد الزُّبَيْرِي عن أصحاب الشافعي، رضي الله عنهم، قال:

قال الشافعي: قال لي مُسْلم بن خالد الزِّنجي: ألا جعلت فهمك هذا في الفقه (٢) فكان أحسنَ بك؟ فنمت تلك الليلة وأنا مفكر في ذلك، فأتاني آتٍ في منامي، فقال لي: يا أبا عبد الله، تَرى أن الشعر مُروءة؟ نعم، ولكن إذا تَكَهَّلَ الرجلُ فالفقه. فأقبلت أكْتُب الحديث.

أخبرنا أبو عبد الرحمن: محمد بن الحسين السلمي، أخبرنا أبو سعيد: أحمد ابن محمد بن رَميح الحافظ، حدثنا علي بن أحمد (٣) الحافظ، سمعت علي بن محمد ابن عبد الله القرشي، يقول: سمعت الربيع بن سليمان، يقول:

سمعت الشافعي، يقول:

رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فيما يرى النائم [قبل حُلُمِي (٤)] فقال لي: يا غلام، قلت: لبيك يا رسول الله. قال: ممن أنت؟ قلت: من رهطك يا رسول الله. قال: ادنُ مني. فدنوت منه، فأخذ من ريقه، ففتحت فمي، فَأَمَرَّ من ريقِه على لساني وفمي وشفتي، وقال: امض، بارك الله فيك. فما أذكر أني لحنت في حديث بعد ذلك ولا شعر (٥).


(١) نسبة إلى «استوا». ناحية بنيسابور كثيرة القرى. راجع الأنساب للسمعاني ١/ ٢٠٧ - ٢٠٨.
(٢) في ا: «فهمك في هذا الفقه».
(٣) في ح: علي بن أحمد بن علي.
(٤) ما بين القوسين ليس في ح.
(٥) توالي التأسيس ص ٥٢.