أتيته قال لي: اطلب مَنْ يقرأ لك. فقلت: لا عليك أن تسمع قراءتي، فإن أعجبتك قراءتي، وإلا طَلَبْتُ مَنْ يَقْرأ لي. فقال لي: هات، فلما قرأت أعْجَبَتْه قراءتي، فقرأتُ عليه.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا بكر: محمد بن أحمد ابن بَالَوْيه، يقول: سمعت عبد الملك بن محمد الفقيه، يقول: حدثني علاّن ابن المغيرة.
وأخبرنا محمد بن الحسين السلمي، حدثنا أبو الحسن: أحمد بن محمد بن الحسن ابن قَحْطَبَة المَرْوَزِيّ، أنبأنا عبد الملك بن محمد بن عدي، قال: سمعت علي بن عبد الرحمن بن المغيرة: علان (١) المصري، قال: سمعت حرملة، يقول: سمعت الشافعي، يقول:
أتيت مالك بن أنس وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وكان ابن عم لي والي المدينة، فكلَّم لي مالكا، فأتيته لأقرأ عليه، فقال: اطلب من يقرأ لك. فقلت أنا أقرأ. قال: فقرأت عليه، وكان ربما قال لي لشيء قد مر: أعد حديث كذا. فأعيد حفظاً، فكأنه أعجبه، ثم سألته عن مسألة، فأجابني، ثم أخرى، ثم أخرى، فقال: أنت يجب أن تكون قاضياً.
أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحسن الصوفي، أخبرنا عبد الله بن على السَّرَّاج
(١) في ا: «ابن علان» وهو خطأ. فإن علي بن عبد الرحمن بن المغيرة هو المعروف بعلان، كما صرح به ابن حجر في توالي التأسيس، حيث أورد الخبر في ص ٥٠.