للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدّلوه كان عدلا، وإن جرّحوه قلت: زدني شهوداً. فلم أزل أفعل حتى أتيت على جميع من تظلّم عندي. فلما صَحَّحْتُ وَضعْتُ أحْكُمُ وأُسَجَّل. فنظروا إلى حكم حاد أو قال: جارٍ. فقالوا: هذه الضِّياع التي تحكم علينا فيها ليست لنا، إنما هي بأيدينا لمنصور بن المهدي. فقلت للكاتب: اكتب: أقر فلان بن فلان الذي وقع عليه حكمي في هذا الكتاب أن الضيعة التي حكمت عليه فيها ليست له، إنما هي لمنصور بن المهدي، ومنصور بن المهدي قائم على حجته متى ما قام (١).

قال: فخرجوا إلى مكة، وعملوا في أمري حتى رفعت إلى العراق، فقيل لي: الزم الباب. فنظرت، فإذا أنا لا بُدّ لِي مِنْ أَنْ أكونَ أخْتَلِف إلى بعض مَنْ هُنَاك (٢)، وكان محمد بن الحَسَن جيد المنزِلة، فاخْتَلَفْتُ إليه، وقلت: هذا أشبه (٣) عَلى من طريق الفِقْه، فلزمته، وكتبت كُتُبه، وعرفت أقاويلهم.

وكان إذا قام ناظرت أصحابه. فقال لي ذات يوم (٤): بلغني أنك تخالفنا في الغَصْبِ. فقلت: أصلحك الله، إنما هو شيء أتكلم به على المناظرة. فقال: [لقد (٥ بلغني غير هذا، فناظرني أو كلمني فيها. فقلت: إني أجِلُّكَ عن المناظرة، فقال ٥):] لا بد من ذلك. فقال: ما تقول في رجلٍ اغتصب من رجل سَاجَةً، فبنى عليها جداراً، وأنفق عليه ألف دينار، فجاء صاحب الساجة، فأثبت بشاهدين


(١) في ح: «ما أقام».
(٢) راجع الحلية ٩/ ٧٦ - ٧٧، وتوالي التأسيس ص ٦٩، وآداب الشافعي وهامشه ص ٣١ - ٣٣.
(٣) في ا: «تيسر لي».
(٤) هذا وما يليه من تتمة الخبر السابق.
(٥) ما بين الرقمين ليس في ا.