للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال هارون: الشيفَ والنِّطْعَ. فلما أمَرَ (١) بهما هَالَني، فقلت: يا أمير المؤمنين، لئن جحدها في هذا الموضع فلقد (٢) قال بها في غيره، ولكن المتناظران (٣) إذا تناظرا كاد كل واحد منهما أن يدفع عن نفسه ما تقوم به الحجة لصاحبه. فكأنما سُرِّي عن أمير المؤمنين، فصفح عنه. فلما خرجنا من عنده قال: يا أبا عبد الله أشَطْت (٤) بدمي. فقلت: لئن فعلنا لقد خلصناك (٥).

* * *

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الطيب: عبد الله بن محمد الفقيه، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن زياد، حدثنا أحمد بن جعفر، حدثنا محمد بن خالد الكرماني، قال: سمعت المقدمي، يقول:

قال الشافعي: لم يزل محمد بن الحسن عندي عظيما جليلا (٦)، أنفقت (٧) على كتبه ستين ديناراً حتى جمعنى وإياه مجلس عند هارون الرشيد، فابتدأ محمد بن الحسن، فقال: يا أمير المؤمنين، إن أهل المدينة (٨) خالفوا كتاب الله نصاً،


= فاستفهام النبي، صلى الله عليه وسلم؛ لم يكن ليهود وإنما كان للمسلمين كما سيصرح بذلك البيهقي في ص ١٢٠.
راجع في حديث سهل بن أبي حثمة الأم ٦/ ٧٨، والسنن الكبرى ٨/ ١١٧ وما بعدها، وصحيح البخاري ١٢/ ٢٠٣ - ٢٠٦ من الفتح، وآداب الشافعي ص ١٦٧ وهامشه.
(١) في ا: «أمره».
(٢) في ا: «لقد».
(٣) في ا: «المناظرين».
(٤) شاط دم فلان أي ذهب، ومنه أشطت بدمه. راجع اللسان ٩/ ٢١١.
(٥) في هـ: «خلفناك».
(٦) ليست في هـ.
(٧) في ا: «نفقت».
(٨) في ا: «إن أهل هذه المدينة».