للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وضعتُ كتاباً لو علمت أن أحداً يردُّ (١) عليَّ منه شيئاً تبلغنيه الإبل لأتيته. قال: فقلت له: قد نظرت في كتابك هذا، فإذا بعد بسم الله الرحمن الرحيم خطأ كله. قال: وما ذاك؟

قلت له: قلت: قال (٢) أهل المدينة، وليس تخلو في (٣) قولك: قال أهلُ المدينة: مِنْ أن تكونَ أردتَ جميعَ أهل المدينة، أو تكونَ أردتَ بقولك: قال أهل المدينة: مالك بن أنس على انفراده.

فإن كنت أردت بقولك: قال أهل المدينة جميع أهل المدينة فقد أخطأت؛ لأن علماء أهل المدينة لم يتفقوا على ما حكيت عنهم.

وإن كنت أردت بقولك مالك بن أنس على انفراده، وجعلته أهلَ المدينة فقد أخطأت؛ لأن بالمدينة [من علمائها (٤)] مَنْ يرى استتابة مالك فيما خالفه فيه، فأي الأمرين قد قصدت له فقد أخطأت.

قال: فتبين لأهل المجلس ذلك وسُرّ به أكثر من حضر من أهل الحجاز.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الوليد، حدثنا إبراهيم بن محمود، قال: حدثنا أبو سليمان، حدثنا أبو ثور، قال:


(١) في: ا «رد».
(٢) ليست في ا.
(٣) في ح: «من».
(٤) ليست في ا