للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت الشافعي يقول، فذكر هذه الحكاية، يزيد وينقص، ومما زاد:

قال الشافعي: أراك تذم أهل (١) المدينة، وقد علمت ما قال فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وما خبّر به لما فضّلها به على غيرها؛ فإن كنت أَردتَ بكلامك ذمها، فهي البقعةُ التي اختارها الله عز وجل لرسوله، صلى الله عليه وسلم، وشرّفها وفضّلها على غيرها. وإن كنتَ أردت ذم أهلها، فأهلها أصحابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبناء أصحابه، فمن قصدتَ بالذم إليها (٢)؟ أم إلى أهلها؟

قال: قصدت إلى ذم القائلين بالشاهد مع اليمين؛ لأنهم قالوا بخلاف كتاب الله (٣).

قال: فقلت له: وأين خالفوا الكتاب؟

فقال: قال الله تبارك وتعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ (٤)} وقال: {ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ (٥)} وقالوا: شاهدا واحدا.

قال: فقلت له: أخبرني عن قول الله عز وجل {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ


(١) ليست في ا.
(٢) في ا: «ألها».
(٣) في ا: «الكتاب» وانظر الخبر في مناقب الشافعي للرازي ص ٣١ - ٣٢، وتوالي التأسيس ص ٦٩ - ٧٠.
(٤) سورة البقرة من الآية: ٢٨٢.
(٥) سورة الطلاق: ٢.