للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرجوع، والنُّحوس، والسعود، وهيئاتها، وطبائعها، وما أهتدى (١) به في بري وبحري وما (٢) أستدل به على أوقات صلواتي، وأعرف ما مضى من الأوقات في كل مَمْسى ومَصْبح، وظعني في أسفاري.

قال: فكيف علمك بالطب؟

قال: أعرف ما قالت الروم مثل أرسطاطاليس، ومنهواريس، وقرقوريس وجالينوس، وبقراط، وأنبدقيليس، بلغاتها، وما نقلت أطباء العرب وما فتقته فلاسفة الهند، ونمقه علماء الفرس، مثل خاماشف وشاهم دويهم، وبُزُرْجَمْهر.

قال: كيف علمك بالشعّر؟

قال: أعرف الجاهليَّ، والمخضرم، والمُحْدَث.

قال: فكيف معرفتك به؟ قال أعرف: مَعَاريضه، وأوزانه، وبحوره، وفنونه.

قال: كيف حفظك له؟ قال: أَروى الشاهد الشَّاذ، وما نَبَّه (٣) للمكارم، وشَحَذ بصيرةَ الصَّارم.

قال: فكيف عِلْمُك بالأنساب؟

قال: يا أمير المؤمنين، ذَلك عِلْمٌ لم يَسعْنا جَهْلُه في الجاهلية مع


(١) في ا: «أقتدي».
(٢) ليست في ا.
(٣) في ح: «فيه».