للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمناء صالحين (١). فجمع ستة أنفس، وضمت إليهم، وأنا أصغرهم سناً، فوجهنا إلى اليمن في جِبَايَةِ خراجها، فجعلنا نأخذ من أغنيائها فنردّ على فقرائها استعمال حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، حين بعث معاذاً إلى اليمن. فقيل لأمير المؤمنين: إن الجُبَاةَ الذين بعثتهم لا يوجهون إلى بيت المال شيئاً. قال: قاغتاظ (٢) لذلك، فقال: يَشخصون إلينا. فردُّونا. فلما رجعنا أحسست (٣) بالقتل، أو بأمر عظيم، فَتَنَوَّرْتُ وتكفَّنْت وأصبحت صائماً. وأُدخلنا عليه، وأُجلسنا من بعيد. ثم جعل يقدم منا واحداً واحداً إليه. فيقام بين يديه، فيقول له: أين كنت؟ فيقول: بعثني أمير المؤمنين في جباية خراج اليمن. فيقول: أين ما جئتم به؟ فيقول: فعلنا ما أمر الله ورسوله. فيقول له (٤) الخليفة: فنحن لسنا بشيء، ادخل ذلك البيت – لِبَيْتٍ أُراه من (٥) لُبود – فيدخل فأحس بوقع (٦) رأسه، حتى جاءتني النوبة، فأُقمت إقامة هالتني حتى نصبوني بين يديه. فقال لي: أين كنت؟ فقلت: باليمن. فقال: فماذا فعلت في جبابة خراجها؟ فتكلمت بما حضرني من الكلام. فأَخذ قضيباً من خيزران بيده وأخذ ينكت به في الأرض إذ دخل أبو يوسف، فقال: الشابُّ الشافعي جاءك (٧) يا أمير المؤمنين، هذا ابن عمك، هذا (٨) الشاب الذي كنت أصفه لك. قال: ولم يدع شيئاً من نشر الجميل وحسن الثناء.


(١) في ا: «أمينا صالحا».
(٢) في ح: «فاغتاص».
(٣) في ا: «حسست».
(٤) ليست في ا.
(٥) في ا: «في».
(٦) في ا: «موقع».
(٧) في ح: «حياك الله».
(٨) ليست في ا.
[م – ١٠] مناقب