والثاني: أنهما كانا أتقى لله من أن يسعيا في قتل رجل مسلم، لا سيما وقد اشتهر بالعلم، وليس له إليهما ذنب إلا الحسد له على ما أتاه الله من العلم. هذا ما لا يظن بهما، وإن منصبهما وجلالتهما وما اشتهر من دينهما ليصد عن ذلك. والذي تحرر لنا بالطرق الصحيحة: أن قدوم الشافعي بغداد أول ما قدم كان سنة أربع وثمانين، وكان أبو يوسف قد مات قبل ذلك بسنتين، وأنه لقى محمد بن الحسن في تلك المقدمة، وكان يعرفه قبل ذلك من الحجاز، وأخذ عنه ولازمه. ثم ساق ابن حجر مناظرة الشافعي لمحمد بن الحسن في الشاه واليمين، عن كتاب الألقاب للشيرازي من طريق عبد الله بن نجى وجابر الجعفي، على ما ذكرناه من قبل. والرحلة أوردها الرازي في المناقب ص ٢٣ وما بعدها. (٢) ليست في ح. (٣) في ا: «أن يطلبون».