للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والله تعالى أعلم. وأنّ الغاية به وبأصحابه كانت لأجل المال (١)

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: وقال عبد الله بن بسر الطالقاني، فيما رواه محمد بن سليمان بن فارس عنه: سمعت أبا بكر الطويل: يقول بمصر (٢)، قال الشافعي، رحمه الله:

أراد هارون أمير المؤمنين أن يوجِّه جُباةً أمناء إلى اليمن، فجعلوا يطلبون (٣)


(١) يقول ابن حجر في توالي التأسيس ص ٧١: عن رحلة الشافعي إلى الرشيد المروية من طريق عبد الله بن محمد البلوي؛ وعن لقاء محمد بن الحسن وأبي يوسف للشافعي وسعيهما به عند الرشيد. أخرجها الآبري والبيهقي وغيرهما مطولة ومختصرة، وساقها الفخر الرازي في مناقب الشافعي بغير إسناد – معتمداً عليها – وهي مكذوبة، وغالب ما فيها موضوع، وبعضها ملفق من روايات ملفقة، وأوضح ما فيها من الكذب قوله فيها: إن أبا يوسف ومحمد بن الحسن حرضا الرشيد على قتل الشافعي. وهذا باطل من وجهين: أحدهما: أن أبا يوسف لما دخل الشافعي بغداد كان [قد] مات ولم يجتمع به الشافعي.
والثاني: أنهما كانا أتقى لله من أن يسعيا في قتل رجل مسلم، لا سيما وقد اشتهر بالعلم، وليس له إليهما ذنب إلا الحسد له على ما أتاه الله من العلم.
هذا ما لا يظن بهما، وإن منصبهما وجلالتهما وما اشتهر من دينهما ليصد عن ذلك.
والذي تحرر لنا بالطرق الصحيحة: أن قدوم الشافعي بغداد أول ما قدم كان سنة أربع وثمانين، وكان أبو يوسف قد مات قبل ذلك بسنتين، وأنه لقى محمد بن الحسن في تلك المقدمة، وكان يعرفه قبل ذلك من الحجاز، وأخذ عنه ولازمه.
ثم ساق ابن حجر مناظرة الشافعي لمحمد بن الحسن في الشاه واليمين، عن كتاب الألقاب للشيرازي من طريق عبد الله بن نجى وجابر الجعفي، على ما ذكرناه من قبل.
والرحلة أوردها الرازي في المناقب ص ٢٣ وما بعدها.
(٢) ليست في ح.
(٣) في ا: «أن يطلبون».