للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما واجه الرشيد قال: بسم الله الرحمن الرحيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (١)}.

فقال الرشيد: أوليس الأمر كما قيل فيك؟

فقال: يا أمير المؤمنين، وهل في الأرض علوي إلا وهو (٢) يظن أن الناس عبيد له؟ فكيف أخرج رجلا يريد أن يجعلني له عبداً، وأغدر بسادات بني عبد مناف وأنا منهم وهم مني؟! فسكن غضب الرشيد. ثم ذكر الحديث في دخول محمد بن الحسن ومناظرتهما، وما أعطى هارون الرشيد للشافعي من الصلة. غير أنه قال في مسألة محمد بن الحسن إياه: تزوج بامرأة (٣) ودخل بها، وتزوج أخرى ولم يدخل بها، ثم أصاب الثانية أمَّ (٤) الأولى. فقال: ينزل عن الثانية لقوله تعالى: {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ (٥)} الآية. وذكر ما مضى في الثالثة (٦) ولرابعة.

وقد قيل: «إن أبا يوسف» هو الذي حضرهما (٧) في هذه الكرّة.


(١) سورة الحجرات: ٦.
(٢) سقطت من ا.
(٣) في ا: «امرأة».
(٤) في ا: «أمر».
(٥) سورة النساء: ٢٣.
(٦) في ح: «الثانية».
(٧) في ا: «حضرها».