للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعقوب، يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، يقول:

سمعت الشافعي، يقول: بعث إلى السلطان بالعراق ينهاني عن الكلام في مسألتين: تحريم المسكر، والطلاق قبل النكاح.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: أخبرني نصر بن محمد بن أحمد، قال: أخبرني محمد بن عمرو البصري، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عاصم السجستاني، قال: أخبرني أبو بكر: محمد بن يحيى خادم المزني، قال: حدثنا أبو إبراهيم المزني، قال:

قال الشافعي: لما دخلت على هارون الرشيد، فقلت بعد المخاطبة: إني خلَّفت اليمن ضائعة تحتاج إلى حاكم. قال. فانظر رجلا ممن يَجْلس (١) إليك حتى تُولِّيه (٢) قضاها. فلما رجع الشافعي إلى مجلسه ورأى أحمد بن حنبل من أمثلهم أقبل عليه، فقال: إني كلمت (٣) أمير المؤمنين أن يُوَلّىَ قاضياً باليمن، وإنه أمرني أن أختار رجلا ممن يختلف إليّ، وإني قد اخترتك، فتهيأ حتى أدخلك على أمير المؤمنين يولِّيك قضاء اليمن. فأقبل عليه أحمد بن حنبل، فقال: إنما جئت (٤) إليك أقتبس (٥) منك العلمَ، أتأمرني (٦) أن أَدْخُل لهم في القضاء؟! ووبَّخَه، فاستحيا الشافعي.

وقرأت (٧) هذه الحكاية في كتاب زكريا بن يحيى الساجي فيما بلغه (٨)،


(١) في ا: «جلس».
(٢) في ا: «توله».
(٣) في ا: «كلفت».
(٤) في ا: «جئنا».
(٥) في ا: «لنقتبس».
(٦) في ا: «تأمرني».
(٧) في ا: «وقلت».
(٨) في ا: «بلغ).