للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاء «أصْبَغ بن الفرج (١)» يناظر الشافعي في مسألة، فلما أضْغَطَهُ فيها قال له أَصْبغ: الموت يعمل عمله. فقال له الشافعي: وإيش هذا مما نحن فيه؟ ومتى شككنا (٢) أن الموت يعمل عمله (٣)؟

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أنبأني أبو أحمد: بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، بمرو، شفاها، وأكثر ظني أن صالح بن محمد الحافظ جزرة، حدثهم قال: سمعت الربيع بن سليمان، يقول:

كان الشافعي يقول: إذا ناظره إنسان في مسألة عَدا منها إلى غيرها: نفرغ من هذه المسألة ثم نصير إلى ما تريد. فإذا أكثر عليه قال: مثلك مثل معلم كان بالمدينة يعلم الصبيان القرآن من كراسة، فأملى على صبي: {بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ} (٤) فقال: بسؤال. ثم لم يدر ما بعده، فمر رجل فقام إليه فقال: أصلحك الله بسؤال نعجتك أو بعجتك؟ فقال له الرجل: يا أبا عبد الله، افرغ من سؤال ثم سل


(١) هو أبو عبد الله: أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع المصري الإمام الثقة الفقيه المحدث. كان وراق ابن وهب؛ فروة عنه وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم، وروى عنه الذهلي والبخاري ويعقوب بن سفيان ومحمد ابن أسد الخشني وغيرهم، وتفقه به الكثيرون كابن المواز وابن حبيب وغيرهم. قال عنه ابن الماجشون: ما أخرجت مصر مثل أصبغ، وقال ابن معين: كان من أعلم خلق الله كلهم برأي مالك توفى سنة ٢٢٥. وله ترجمة في ترتيب المدارك ٢/ ٥٦١ - ٥٦٧ ط. ب، والديباج لوحة ٩٥ - ٩٦ (خط)، وشجرة النور الزكية ١/ ٦٦، وتهذيب التهذيب ٣/ ٣٦١ - ٣٦٢، ووفيات الأعيان ١/ ٢١٧، والبداية والنهاية ١٠/ ٢٩٣، والعبر ١/ ٣٩٣، وشذرات الذهب ٢/ ٥٦.
(٢) في الأصل: شككت. وما أثبتناه موافق لما في توالي التأسيس.
(٣) الخبر في توالي التأسيس ص ٦٥.
(٤) سورة ص ٢٤.