للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثني أبو عبد الرحمن: محمد بن إبراهيم المؤذن، عن أبي نعيم، عن الزعفراني، قال:

حج بشر المريسي، ثم قدم فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت رجلا مثله: سائلا ولا مجيباً. يعني الشافعي. قال: فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد، واجتمع الناس إليه فخفّوا عن بشر، قال: فجئت بشراً يوماً، فقلت: هذا الشافعي الذي كنت تزعم، قدم. قال: إنه قد تغير عما كان عليه. فقال الزعفراني: ما كان مثله الآن إلا كمثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام، حيث قالوا: سيدنا وابن سيدنا. فقال لهم: فإني قد أسلمت. قالوا: شرنا وابن شرنا. قال بشر: وما رأيت أعقل من الشافعي.

وفي كتاب زكريا الساجي، رحمه الله: حدثني سليمان بن الأسعد، قال: حدثني أبو ثور، عن ابن البنا، قال:

سمعت بشرا المَرِيسي، يقول: لقد رأيت بالحجاز فتى لئن بقى ليكونن رجل الدنيا. فلما كان بعد ذلك، قال لي بشر: شعرت أن الفتى الذي قلت لك، قد قدِم، اذهب بنا إليه. قال: فذهبنا إلى ناحية من بغداد، فسلّمنا عليه، ثم تساءلا، فجعل الشافعي يصيب وبشر يخطئ. فلما خرجنا، قال: كيف رأيته؟ قال: قلت: كنت تخطئ وكان يصيب. قال: ما رأيت أفهم (١) منه.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن حنان، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن زياد، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن متّويه،

(٢)


(١) في الحلية: «أفقه».
(٢) الخبر في الحلية ٩/ ٩٥.