للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخبرنا محمد بن الحسين السلمي، قال: أخبرنا أبو الحسن: محمد بن محمد ابن يعقوب الحَجَّاجِي (١)، الحافظ، قال: حدثنا عمرو بن محمد بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: سمعت البويطي: يوسف ابن يحيى، يقول:

سمعت الشافعي، يقول: ذاكرت بشر المريسي بحديث عمران بن حصين: أن رجلا من الأنصار مات وترك ستة أعبد أعتقهم ولا مال له غيرهم، فَأَفْرَغَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بينهم، وردّ أربعة في الرق. فقال المريسي: هذا قمار. فأخبرت أبا البختري (٢)، فقال: يا أبا عبد الله، شاهد آخر معك، وأرفعه على خشبة أصلبه.

قلت: وكان «أبو البختري» حينئذ قاضي بغداد.

وفي رواية البزار: ناظرت المريسي في القرعة، فذكرت له حديث عمران ابن حصين، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا عبد الله، هذا قمار.

فأتيت أبا البختري، فقلت له: سمعت المريسي، يقول: القرعة قمار!! فقال: يا أبا عبد الله، شاهد آخر، وأصلبه.


(١) هو أبو الحسين: محمد بن محمد الحجاجي، حافظ نيسابور في عصره، حدث عنه الحاكم وأثنى عليه كما في الأنساب للسمعاني ٤/ ٦٣، واللباب ١/ ١٧٨.
(٢) هو أبو البختري: وهب بن وهب، المتوفى سنة ٢٠٠ هـ وقال عنه ابن حبان في المجروحين ٤٦٨ «كان ممن يضع الحديث على الثقات. كان إذا جنه الليل سهر عامة ليله يتذاكر الحديث ويضع ثم يكتبه ويحدث به. لا تجوز الرواية عنه، ولا يحل كتبة حديثه إلا على التعجب» وترجمته في الضعفاء للعقيلي ٤٤٤ والكامل لابن عدي ١٥٩ وتاريخ بغداد ١٣/ ٤٥١ - ٤٥٧ وميزان الاعتدال ٤/ ٣٥٣ ولسان الميزان ٦/ ٢٣١ وأخبار القضاة لوكيع ١/ ٢٤٣ - ٢٥٤.