للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن الدور لو كانت مباحة للناس – كان جواب النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يقول: أي موضع أدركنا في دار من كان نزلنا فإن ذلك مباح لنا. بل أشار إلى دورهم التي كانت لآبائهم باعها عقيل بن أبي طالب، رضي الله عنه، قبل أن يسلم، فلم يطالب بشيء منها، ولم يؤاخذ [به أحداً (١)] وقال: لم يترك لنا عقيل مسكناً.

فدل ذلك على أن كل من ملك فيها شيئاً فهو مالك، له مَنْعُه عن غيره.

قال أبو الحسن: وقرأت في بعض ما حكى عن «إسحاق» أنه كان يأخذ لحيته بيده ويقول: واحَيَائي من محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه. يعني في هذه المسألة.

وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، إجازة، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن مسافر (٢) البغدادي، قال.

قال لي «إسحاق بن راهويه»: كلمت الشافعي يوماً فأغلظت له فيه، فقال الشافعي: لو كنت أنا المتكلم بهذا لاستوجبت الأدب.

وقرأت في كتاب أبي الحسن العاصمي، عن الزبير بن عبد الواحد، عن أبي القاسم القزويني، عن أبي حفص، عن أبي عثمان بن الشافعي، أنه قال:


(١) ما بين القوسين ليس في هـ.
(٢) في هـ: «سازي».