للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما سمعت أبي يناظر أحداً قط فرفع صوته (١).

قال أبو الحسن: وقرأت على أبي عبيد: محمد بن الربيع الجيزي، رحمه الله، بمصر (٢)، أنه سمع ابن عبد الحكم، وسأله أبو سعيد الفريابي (٣). هل كان يناظر الشافعي؟ قال: نعم، كان يناظر حتى إن كان صياحه ليسمع من خارج المسجد في الحذَّائِين، ولكنه كان منصفاً.

قلت: وكأنه كان صَيِّتاً، فقول أبي (٤) عثمان: «ما سمعته رفع صوته» أراد – والله أعلم – فوق عادته. يعني أنه كان يتكلم بكلام قوي على عادته في رفع الصوت، ولا يزيد عليها بضجر أو ضيق قلب.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو الوليد: حسان بن محمد، الفقيه، قال: حدثنا إبراهيم بن محمود، قال: حدثني أبو سليمان، قال: حدثني أبو ثور، قال:

قال لي الشافعي: قال لي الفضل بن الربيع: أحب أن أسمع مناظرتك للحسن بن زياد اللُّؤْلُؤِيّ (٥): قال الشافعي: فقلت له: ليس اللؤلؤي في هذا الحد، ولكن أحضر بعض أصحابي حتى يكلمه بحضرتك.


(١) أخرجه في توالي التأسيس ص ٦٤ عن الآبري.
(٢) ليست في ح.
(٣) في هـ: «القرباني» وهو تحريف.
(٤) في هـ: «فيقول بن عثمان».
(٥) الحسن بن زياد اللؤلؤي، مولى الأنصار. أحد أصحاب أبي حنيفة. كان ضعيفاً في الحديث. ولى قضاء الكوفة بعد حفص بن غياث سنة ١٩٤. وتوفى سنة ٢٠٤.
وترجمته في تاريخ بغداد ٧/ ٣١٤ – ٣١٧ والجواهر المضية ١/ ١٩٣ – ١٩٤.