للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التستري (١)» يقول:

كنت بمصر، فكنت أرى كل ليلة في المنام تُدْفَعُ إليّ درّة، وكنت أكتب كتب الشافعي، رحمه الله، حتى فرغت من كتابته فنقص ذلك.

قرأت في كتاب أبي يحيى: زكريا بن يحيى السّاجي: أنّ عيسى بن إبراهيم حدثهم، قال: سمعت «محمد بن نصر الترمذي (٢)» يقول:

كتبت الحديث سبعاً وعشرين سنة.

وسمعت قول مالك ومسائله، ولم يكن لي حُسْنُ رَايٍ في الشافعي، فبينا أنا قاعد في مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالمدينة [فأغفيت إغفاءة (٣)] فرأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، في المنام، فقلت: يا رسول الله، أكتب رأي «أبي فلان» قال: لا. قلت: رأي مالك؟ قال: اكتب منه ما وافق حديثي. قلت له: أكتب رأي الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبيهاً بالغضبان، ثم رفع رأسه إليّ فقال: هذا رأي؟ ليس هذا بالرأي، هذا رَدٌّ على من خالف سنتي. قال: فخرجت في اثر هذه الرؤيا إلى مصر فكتبت كتب الشافعي.


(١) في هـ «النضري» وهو خطأ. وزياد بن الخليلي التستري، يكنى أبا سهل، قدم بغداد، وحدث بها عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ومسددين بن مسرهد وهارون الأيلي، وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به، ومات بعسقلان في طريق المدينة قبل أن يدخل مكة في سنة ٢٩٠ كما في الأنساب للسمعاني ٣/ ٥٣.
(٢) في ا: «الدهري» وهو تحريف. فهو محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، يكنى أبا جعفر روى ببغداد عن يحيى بن بكير المصري وغيره، روى عنه عبد الباقي بن قانع، وكان ثقة زاهدا. ومات في المحرم سنة خمسين ومائتين، ومولده سنة مائتين، كما في اللباب /١٧٤.
(٣) من هـ، ح.