للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: أخبرني أبو عثمان الخوارزمي، نزيل مكة، فيما كتب إليّ، قال: سمعت محمد بن الفضل البزار، قال: سمعت أبي يقول (١):

حججت مع «أحمد بن حنبل» ونزلنا بمكان واحد – يعني مكة – وخرج أبو عبد الله – يعني أحمد – باكراَ، وخرجت أنا معه: فلما صلينا الصبح دُرْتُ المسجد، فجئت مجلس «سفيان بن عيينه» وكنت أدور مجلساً مجلساً طالباً لأحمد ابن حنبل حتى وجدته عند شاب أعرابي، وعليه ثياب مصبوغة وعلى رأسه جُمَّةٌ، فزاحمت (٢) حتى قعدت عند أحمد بن حنبل، فقلت: يا أبا عبد الله، تركت ابن عيينة وعنده الزهري، وعمرو بن دينار، وزيادة بن علاقة، والتابعون – ما الله به عليم؟! فقال لي: اسكت؛ فإن فاتك (٣) حديث بعلو تجده بنزول، ولا يضرك في دينك، ولا في عقلك، ولا في فهمك. وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف ألا تجده إلى يوم القيامة. ما رأيت أحداً أفقه في كتاب الله من هذا الفتى القرشي. قلت من هذا؟ قال: محمد بن إدريس.

أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو عثمان: سعيد بن محمد بن محمد ابن عبدان؛ قالا: سمعنا أبا العباس: محمد بن يعقوب، يقول:

سمعت «عبد الله بن أحمد بن حنبل» يقول: سئل أبي عن طلاق السكران


(١) آداب الشافعي ومناقبه ٥٨ – ٥٩، والجرح والتعديل ٣/ ٢/٢٠٣ – ٢٠٤، وحلية الأولياء ٩/ ٩٨ – ٩٩، ومناقب الشافعي للرازي ١٨ – ١٩.
(٢) في ا: «فزاحمته».
(٣) في ا: «فاتكم. . . بعلو فخذه بنزول».