للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (١)}.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد، قال: سمعت أبي يقول: سمعت حرملة يقول:

اجتمع حفص الفرد ومِصلان الأنماطي (٢) عند الشافعي بمصر فتكلما في الإيمان، فاحتج مصلان في الزيادة والنقصان، واحتج الفرد في الإيمان قولا، فَعَلا حفص الفرد على مصلان، وقوى عليه وضعف مصلان، فشق على الشافعي؛ فأخذ المسألة على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، فطحن حفص الفرد وقطعه (٣).

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرني أبو عبد الله: محمد بن إبراهيم المؤذن، عن عبد الواحد بن محمد الأرغياني، عن أبي محمد الزّبيري، قال:

قال رجل للشافعي: أي الأعمال عند الله أفضل؟

قال الشافعي: ما لا يقبل عملا إلا به. قال: وما ذاك؟ قال: الإيمان بالله الذي لا إله إلا هو، أعلى الأعمال درجة، وأشرفها منزلة، وأسناها حظًّا.

قال الرجل: ألا تخبرني عن الإيمان: قول وعمل، أو قول بلا عمل؟


(١) سورة البينة: ٥ وراجع الخبر في طبقات السبكي ١/ ٢٢٧، وتوالي التأسيس ص ٦٤، والحلية ٩/ ١١٥، وأحكام القرآن ١/ ٤٠ وآداب الشافعي ص ١٩١، وهامشه.
(٢) ليست في ح.
(٣) راجع الحلية ٩/ ١١٥ وآداب الشافعي ص ١٩٢، وهامشه.