للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشافعي: قال الله، جل ذكره: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ • وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (١)} وقال: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (٢)}.

قال الشافعي: ولو كان هذا الإيمان كله واحداً لا نقصان فيه ولا زيادة - لم يكن لأحد فيه فضل، واستوى الناس، وبطل التفضيل. ولكن بتمام الإيمان دَخل (٣) المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله [في الجنة (٤)]، وبالنقصان من الإيمان دخل المُفَرِّطون النار.

قال الشافعي: إن الله، عز وجل، سَابَق بين عباده كما سُوبِقَ بين الخليل يوم الرهان. ثم إنهم على درجاتهم من سبق عليه، فجعل كل أمْرِئ على درجة سَبْقِه، لا ينقصه فيها حقَّه، ولا يُقدَّم مَسْبُوقٌ على سابِق، ولا مَفْضُولٌ على فاضل. وبذلك فضّل أول هذه الأمة على آخرها. ولو لم يكن لمن سبق إلى الإيمان فضل على من أبطأ عنه - للحق آخر هذه الأمة بأوّلها.

قال أحمد: قد رأيت هذا الجواب عن الإيمان «لأبي عُبَيْد» أبسط من هذا، فإن صحّت الحكايتان فيحتمل أن يكون «أبو عُبَيْدٍ» أخذه عن الشافعي، ثم زاد في البيان. ويحتمل أن يوافق قولٌ قولا. والله أعلم.


(١) سورة التوبة: ١٢٤، ١٢٥.
(٢) سورة الكهف: ١٣.
(٣) في ا: «حل».
(٤) ليست في ا.