للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقرأت في كتاب أبي الحسن العاصمي سماعه من أبي بكر: محمد بن يحيى ابن آدم خادم المزني، قال: سمعت المزني يقول:

قال لي الشافعي: تدري مَن القدري؟ القدري (١) الذي يقول: إن الله عز وجل لم يخلق الشر حتى عُمِل به.

وفي هذا دليل على أنه كان يرى الشر خلقاً من خلق الله عز وجل وكسباً من كسب مَنْ عمل به. وكان يرى الاستطاعة مع العمل؛ فقد قال في أول «كتاب الرسالة»: «الحمد لله الذي لا يُؤدَّى شكرُ نعمة [(٢ من نعمِه إلا بنعمة منه توجب على مؤدِّي ماضي ٢)] نعمه بأدائها نِعمةً حادثة يَجِبُ عليه شكرُه بها».

وقال بعد ذلك: «وأستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه».

وهو فيما أخبرنا (٣) أبو عبد الله عن أبي العباس، عن الربيع عن الشافعي.

وإنما أراد بالنعمة الحادثة: توفيق الله عز وجل عبده لشكره (٤) على ماضي.


= يثبت. وقال السيوطي في مرقاة الصعود: هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدين القزويني لى المصابيح، وزعم أنه موضوع.
ثم أورد قول ابن حجر (في رد قول من زعم أنه موضوع، وفي رد القول الانقطاع) بأن أبا حازم كان معاصراً لابن عمر ولا يلزم من عدم سماعه من ابن عمر أن لا يكون الحديث صحيحا؛ فإن «مسلماً» كان يكتفي في الاتصال بالمعاصرة وعلى هذا فيكون الحديث على شرط «مسلم».
(١) ليست في ا.
(٢) ما بين الرقمين ليس في ح.
(٣) في ا: «أخبرناه».
(٤) في ا: «بتوفيق الله. . . لشكره. . .». [أثبتت أولاً في المطبوع لفظة «ليشكره»، ثم صححت في فهرس التصويبات ٢/ ٤٦٨ إلى: «لشكره» كما في ا]