للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فقال له الشافعي: عليّ: ابن عمِّي وابن خالي - كذا قال، والصواب ابن خالتي - وأنا رجل من بني عبد مناف، وأنت رجل من بني عبد الدار، ولو كانت هذه مكرمة كنتُ أولى بها منك، ولكن ليس الأمر على ما تحسب (١).

قلت: وقوله: «ما رأيت هاشميًّا غيرك» صحيح؛ فإن الشافعي وإن كان من صليبة المطلب بن عبد مناف، فقد ذكرنا في نسبه أن أم عبد يزيد جدّ الشافعي: الشِّفَاءُ بنت هاشم بن عبد مناف. وأم السائب بن عبيد جدّ الشافعي: الشِّفَاء بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف. وأم الشفاء: خلدة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف، أخت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب. فهو هاشمي من هذه الوجوه التي ذكرناها. وعلي بن أبي طالب ابن خالة جدّه.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: كتب إليّ محمد بن علي بن الحسين البلخي (٢) بخطه يذكر أنه سمع أبا محرز: يحيى (٣) بن يعقوب بن إبراهيم يقول: سمعت محمد بن عبد الأعلى الغسال يقول: سمعت أبي يقول:

ذُكِر عليّ بن أبي طالب عند الشافعي، فقال: رجل من القوم: ما نَفَرَ الناسَ من علي بن أبي طالب إلا أنه كان لا يبالي بأحد. فقال الشافعي: مهلا؛ لأنه كان فيه أربع خصال لا تكون خصلة واحدة منها في أحد إلا حقَّ له أن


(١) في تاريخ دمشق ١٠/ ١٩١ - ا «على ما تمنيت».
(٢) ليست في ا.
(٣) في ا: «أبا محمد بن محمد بن يعقوب».