للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى قبل القتال. وأمر الله تعالى بقتال الباغية، وهي مسماة باسم الإيمان حتى تَفِئَ إلى أمر الله، فإذا فاءت لم يكن لأحد قتالها.

ثم بسط الكلام في شرح ذلك.

واحتج في «باب السيرة في أهل البغي (١)» بحديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: علي بن الحسين، قال:

دخلت على مروان بن الحكم، فقال: ما رأيت أحداً أكرم غَلَبَةَ من أبيك: ما هو إلا أن ولَّيْنا يوم الجمل فنادى مناديه: لا يقتل مدبر، ولا يُذَفَّفُ على جريح.

وقال الشافعي: (٢) قال الدراوردي: حدثنا جعفر، عن أبيه: أن علياً كان لا يأخذ سلَباً، ولا يذفِّف على جريح، ولا يقتل مدبراً.

وقال الشافعي عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي فاخته: أن عليًّا اتي بأسير يوم صفّين فقال: لا تقتلني صبراً، فقال عليّ: لا أقتلك صبراً؛ إني أخاف الله رب العالمين. فخلّى سبيله (٣).

قال الشافعي (٤): والحرب «يوم صفّين» قائمة، ومعاوية يقاتل جادًّا في أيامه كلها مُنْتَصِفاً أو مُسْتَعَلِياً، وعليّ يقول لأسير من أصحاب معاوية:


(١) الأم ٤/ ١٣٥ – ١٣٦.
(٢) الأم ٤/ ١٣٦ وفيه بعد «سلبا»: «وأنه كان يباشِر القتال بنفسه».
(٣) الأم ٤/ ١٤٣.
(٤) الأم ٤/ ١٤٣.