للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت الشافعي يقول: سئل عمرُ بن عبد العزيز عن أهل صفّين؟ فقال: تلك دماء طهَّر الله منها يدي فلا أحِبُّ أن أخْضِب لساني بها.

قلت: وهذا رأي حسن جميل من عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، في السكوت عما لا يعنيه إذا لم يحتج إلى القول فيه.

فأما إذا احتاج إلى تعلّم السيرة في قتال الفئة الباغية، فلا بد له من متابعة علي بن أبي طالب في سيرته في قتالهم.

ثم ولا بد من أن يعتقد كونه محقًّا في قتالهم. وإذا كان هو محقًّا في قتالهم كان خصمه مخطئاً في قتاله والخروج عليه، غير أنه لم يخرج ببغيه عن الإسلام، كما حكينا عن الشافعي، رحمة الله عليه، في متابعته عليًّا في سيرته في قتالهم، وتسمية الطائفتين جميعاً مسلمتين.

وفي قتال علي ومعاوية وخروج مارقة من بينهما، وهم أهل البهروان – ورد الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:

«تكون أمتي فرقتين فتخرج من بينهما خارجة مارقة يلى قتلها أولاهما بالحق (١)».

وفي رواية أخرى: «تقتلها أولى الطائفتين بالحق».


(١) حديث أبي سعيد في مسند أحمد ٣/ ٦٤، ٦٥، ٨٢، ٩٧ (ط الحلبي).
[م – ٢٩] مناقب