للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرنا أبو عبد الله قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المؤذن، عن أبي العباس: محمد بن عبد الرحمن يعني الدغولي قال: سمعت زكريا بن يحيى يقول:

سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: قال الشافعي: يا محمد، إن سألك رجل عن شيء من الكلام، فلا تجبه، فإنه إن سألك عن دية فقلت (١): درهما أو دانقاً قال لك: أخطأت، وإن سألك عن شيء من الكلام فزللت قال: كفرت.

وفي حكاية المزني عن الشافعي، رحمه الله، دلالة على أنه كان قد تعلم الكلام وبالغ فيه ثم استحب ترك المناظرة فيه عند الاستغناء عنها.

وفي رواية زكريا بن يحيى الساجي عن الربيع في هذه الحكاية بعينها قال:

انحدر علينا الشافعي من درجته يوماً وهم يتجادلون في القدر، فقال: إما أن تقوموا عنا أو تجاورونا بخير؛ فلأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير من أن يلقاه بشيء من هذه الأهواء.

فإنما أراد (٢) ذمّ مذهب القدرية؛ ألا تراه قال بشيء من هذه الأهواء واستحب ترك الجدال فيه.


(١) في ا: «فقلت».
(٢) ليست في ا.