للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جنة ولا نار. لفظ حديث أبي عبد الله

ورواه أبو سعيد محمد بن شاذان النيسابوري عن قتيبة، وزعم أن ذلك كان في مجلس «هارون الرشيد».

وأيّهما كان، فحين كان شاهد الشافعي هذا وأمثال ذلك، وأحس ببعض ما كان وراء ذلك، مع كراهيته (١) وكراهية أمثاله من أهل الورع الدخولَ على السلاطين والاختلاط بهم – استحب لأصحابه تَرْكَ الخوض فيه؛ لئلا يُدْعَوْا إلى مجالسهم للمناظرة فيه، ولكيلا يكون ذلك سبباً لمحبتهم؛ ولهذا قال لأبي يعقوب البويطي رحمه الله: «أما أنت يا أبا يعقوب فستموت في حديدك» فكان كما تفرّس؛ وذاك لأنه كان شديداً على أهل البدع، ذابًّا بالكلام عن أهل السنة، فدعى في أيام «الواثق» إلى القول بخلق القرآن» فامتنع منه، فحمل من مصر إلى العراق حتى مات في أَقْيَادِه محبوساً، ثابتاً على دينه، صابراً على ما أصابه من الأذى. رحمة الله ورضوانه عليه.

ومشهور عند أهل العلم ما أصاب «أحمد بن حنبل» في أيام «المعتصم» من الحبس والضرب، وما أصاب «أحمد بن نصر الخُزَاعي» في أيام «الواثق» من القتل والصلب، وما أصاب غيرهما من المحنة العظيمة حتى أجاب بعضهم إلى ما دُعِيَ إليه؛ خوفاً على نفسه. أعاذنا الله من أمثالها.

والذي بين هذا: ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت عبد الله


(١) في ح: «مع كراهة وكراهة؟؟؟
[م ٣٠] مناقب