للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: فالشافعي رحمه الله، يقبل مراسيل كبار التابعين إذا انضم إليها ما يؤكدها، وقد ذكرنا في «كتاب المدخل» من أمثلتها بعضها، وإذا لم ينضم إليها ما يؤكدها [لم يقبله] سواء كان مرسل ابن المسيَّب أو غيره.

وقد ذكرنا في غير هذا الموضع مراسيل لابن المسيب لم يقل بها الشافعي حين لم ينضم إليها ما يؤكدها، ومراسيل لغيره قد قال بها حين انضم إليها ما يؤكدها، وزيادة ابن المسيب على غيره في هذا: أنه أصح التابعين إرسالا فيما زعم الحفاظ والله أعلم

* * *

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثنا الربيع قال:

حدثنا الشافعي قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد قال: سألت ابناً لعبد الله بن عمر عن مسألة فلم يقل فيها شيئا فقيل له: إنا لنعظم أن يكون مثلك ابن إمامَيْ هُدًى (١) تُسأل عن أمر ليس عندك فيه علم؟ فقال: أعظمُ والله من ذلك عند الله، وعند مَن عرف الله، وعند مَنْ عقل عن الله أن أقول ما ليس لي به علم أو أخبر عن غير ثقة (٢).

وبإسناده قال: حدثنا الشافعي قال: أخبرني عمي: محمد بن علي بن شافع عن هشام، عن عروة، عن أبيه قال: إني لأسمع الحديث أستحسنه فما يمنعني


(١) في مقدمة صحيح مسلم. يعني عمر وابن عمر.
(٢) مقدمة صحيح مسلم ١/ ١٦، والكفاية ٣٣، والأم ٦/ ٩١، والمعرفة ١/ ٥٢.