للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: الذي رجع إليه الشافعي في الجديد قول أحمد بن حنبل وأكثر أهل الحديث.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرني الحسين بن محمد الدارمي (١) قال: أخبرنا عبد الرحمن - يعني محمد بن إدريس - قال: أخبرني أبي قال:

سمعت الربيع بن سليمان يقول: همّ الشافعي بالخروج - يعني من مصر - وكان قد بقي عليّ من كتاب البيوع شيء، فقلت للشافعي: أجزه لي فقال: ما قرئ عليّ فكما قرئ عليّ فأعدت عليه بعد ذلك، فأعاد مثل ما قال أولاً وما زادني على ذلك، ثم منَّ الله علينا به فأقام عندنا بعد ذلك مدة، فسمعنا بعد ذلك وتوفى عندنا. يعني أنه كره الإجازة (٢).

قلت: وقد كرهها أيضا مالك بن أنس وجماعة من الحفاظ، ورخص فيها جماعة منهم، ومن رخص فيها ميزها من السماع وبيّنها للفرق بينهما، وترجيح (٣) السماع عليها لما يخشى فيما أجيز له ووصل إليه كتابه من الإحالة والتحريف.

وبالله التوفيق.

أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: أخبرنا يونس (٤) بن عمر الزاهد قال: قرئ على أبي الحسن المصري وأنا أسمع: حدثكم عمر بن عبد العزيز بن مقلاض قال: سمعت أبي يقول:

سمعت الشافعي يقول: قال شعبة بن الحجاج: التدليس أخو الكذب.


(١) في ح: «الحسن بن محمد الرازي».
(٢) معرفة السنن والآثار ١/ ٨٧، والكفاية ٣١٧، وآداب الشافعي ٩٨.
(٣) في ا: «فترجيح».
(٤) في ا: «يوسف».