للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو أحمد بن الحسن قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ابن أخي عبد الله بن وهب قال:

سمعت الشافعي يقول: إذا رأيت الكتاب فيه إلحاق وإصلاح فاشهد له بالصحة.

وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا الحسن القصار الفقيه يقول: سمعت ابن أبي حاتم يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول:

قرأت «كتاب الرسالة المصرية» على الشافعي نيفا وثلاثين مرة فما من مرة إلا كان يصححه. ثم قال الشافعي في آخره: أبى الله (١) أن يكون كتاب صحيح غير كتابه.

قال الشافعي: يدل على ذلك قول الله تبارك وتعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٢)}.

قلت: ومما يذكر في إتقان الشافعي رحمه الله روايةَ الحديث أنه كان سمع من مالك بن أنس الكثير، ثم روى حديثا لم يسمعه منه عن الثقة عنده، عن عبد الله بن الحارث عن مالك. وكان قد سمعه من عبد الله بن الحارث فشك فيه فتركه، ورواه عن الثقة عبد الله بن الحارث، ورواه أيضاً عن مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، عن سفيان الثوري، عن مالك، عن رجل، عن عبد الله بن نافع، عن مالك، مع سماعه الكثير من عبد الله بن نافع.


(١) في ا: «والله».
(٢) سورة النساء: ٨٢.