للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان الشافعي إذا تكلم كأن صوته صَنْجٌ أو جَرَسٌ من حسن صوته (١).

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا العباس: محمد بن يعقوب يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول:

سمعت «الجاحظ» يقول: نظرت في كتب الشافعي فإذا هو درّ منظوم إلى درّ، فنظرت في كتب «فلان» فإذا هو كلام الأطباء.

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا علي الزعفراني، بِسَاوَة (٢)، حدثنا أبو عمر: غلام ثعلب:

ح (٣). وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني نصر بن محمد بن أحمد العدل، أخبرني منصور بن محمد الأديب، قال: سمعت أبا عمر: غلام ثعلب يقول:

سمعت «ثعلبا» يقول: إنما تَوَحَّدَ (٤) «الشافعي» باللغة؛ لأنه من أهلها. فأما «أبو حنيفة» فإنه منها على بعد. لفظ حديث السلمي، وفي رواية

أبي عبد الله: إنما تَوَحَّدَ الشافعي باللغة؛ لأنه كان حاذقا بها، فأما «أبو حنيفة» فلو عمل كل شيء ما عوتب؛ لأنه كان خارجاً من اللغة.

وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، سمعت محمد بن عبد الله الفقيه يقول:

سألت «أبا عمر غلام ثعلب» - الذي لم تر عيناي مثله - عن حروف أخذت على الشافعي مثل قوله: ماء مالح، ومثل قوله: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} (٥) أي لا يكثر من تعولون، وقوله: أينبغي أن يكون كذا وكذا؟


(١) تاريخ دمشق ١٠ - ٢٠٠ - ب، وتوالي التأسيس ص ٦٠.
(٢) في ح: «بسارة».
(٣) من ح.
(٤) في ا: «يؤخذ».
(٥) سورة النساء: ٢٢٣.