للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وقد احتج هارون الرشيد حين (١) ذكر الشافعي، رحمه الله، بهذه (٢) الرواية، فقال: ما يُنكَرُ لرجلٍ من بني عبد مناف أن يَقْطَعَ محمد بن الحسن (٣ أما علم ٣) محمد بن الحسن أنّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «إن عَقْلَ الرجل من قريش عقلُ رجلين من غيرهم».

وكذلك حين دخل على هارون مَنْ رفع إليه خبر الشافعي واحتجاجَهُ على محمد بن الحسن - وكان متكئا فاستوى جالسا - وقال: اقرأه عليّ ثانياً، فأنشأ هارون يقول: صدق الله ورسوله - قالها ثلاثاً - قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

«تعلّموا من قريش ولا تعلِّموها، قدِّموا قريشاً ولا تَقَدَّموها». ما أنْكر أن يكون محمد بن إدريس أعلمَ من محمد بن الحسن (٤).

قال: وقد احتج الشافعي في «كتاب الصلاة» في باب الأذان بهذه الرواية عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

«تعلّموا من قريش، وقوة القرشي قوّة الرجلين من غير قريش، في نبل الرأي (٥).


(١) في هـ: «حتى».
(٢) في ا: «هذه».
(٣) ما بين الرقمين سقط في هـ.
(٤) راجع ما أورده ابن حجر في توالي التأسيس ص ٤٧ والرازي في مناقب الشافعي ص ١٣٦ وقد عقب الرازي عليه بقوله: وهذا يدل على أن هارون الرشيد حمل هذه الأخبار على الشافعي.
(٥) راجع ما أورده البيهقي في السنن الكبرى: باب ما يستدل به على ترجيح قول أهل الحجاز وعملهم ١/ ٣٨٥ - ٣٨٦ وقال عقب الترجمة: وإنما أوردته ها هنا لأن الشافعي أشار إليه في مسألة الأذان، وهو بتمامه مخرج في كتاب المدخل.