للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت المزني يقول: كنت مع الشافعي، رحمه الله، في المسجد الحرام إذ دخل رجل يدور بين الدّوّام، فقال الشافعي للربيع: قم فقل له: ذهب عنك عبد أسود مصاب بإحدى عينيه؟ قال الربيع: فقمت إليه فقلت له ما قال الشافعي فقال: هذا عبدي. فقلت له: تعال إلى الشافعي، فتقدم إلى الشافعي فقال: هذا عبدي. فقال له: مُرَّ فإنّه في الحَبش. فمرّ الرجل فوجده في الحَبَش. فقال المزني: فقلنا له: أخبرنا فقد حَيّرْتَنا. قال: نعم، رأيت رجلا دخل من باب المسجد يدور بين النّوّام فقلت: هارباً يطلبه، ورأيته يجيء إلى النّوّام السّودان فقلت: عبد أسود، ورأيته يجيء إلى ما يلي العين اليسرى فقلت: مصاب بإحدى عينيه. فقلنا: فالحبش، كيف علمته؟ فقال: تأولتُ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا خير في الحبش: إذا جاعوا سرقوا، وإذا شبعوا شربوا وزَنَوْا (١)» فتأولت أنه فعل إحداها، فكان كذلك.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو منصور: محمد بن عبد الله الفقيه، سمعت أبا الحسن: أحمد بن أبي الحسين السليطي المزَكِّي يقول:

كان الشافعي يفتي في الجامع ببغداد فجاء «عمرو بن بَحر الجاحظ» فسأله فقال: يا أبا عبد الله، ما نقول في رجل خصى ديكا؟ فقال الشافعي: أرأيته؟ وأراك أبا عثمان. فَعَلِمَه بمسألته. وما كان يعرفه بعينه.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر.


(١) أخرجه الطبراني والبزار من حديث ابن عباس من طريق فيه عوسجة المكي، مولى ابن عباس. وقد اختلف في توثيقه. والجمهور على تضعيفه كما في تهذيب التهذيب ٨/ ١٦٥ والكبير ٤/ ١/٧٦ والثقات لابن حبان: كتاب التابعين ل ٨٦ - اوميزان الاعتدال ثانيهما أبو نعيم في الحلية من حديث أبي رافع، مرفوعا: «شر الرقيق الزنج: إذا شبعوا زنوا، وإذا جاعوا سرقوا» كما في تنزيه الشريعة ٣١ - ٣٣. وانظر الفوائد المجموعة ٤١٥.