للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكثيري حتى حليّ ابنتي وزوجتي، ولم أرهن قط (١).

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أحمد بن أبي الحسن قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد ح وأخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال:

كان الشافعي أسخى الناس بما يجد، وكان يمرّ بنا، فإن وجدني وإلا قال: قولوا لمحمد إذا جاء يأتي المنزل؛ فإني لست أتغدى حتى يجيء. فربما جئته فإذا قعدت معه على الغداء قال: يا جارية، اضربي لنا فالوذج. فلا تزال المائدة بين يديه حتى تفرغ منه ويتغدى (٢).

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو الوليد الفقيه قال: سمعت أبا العباس بن سريج يحكى عن أبي بكر بن الجنيد عن أبي ثور قال:

كان الشافعي من أجود الناس وأسخاهم كفا: كان يشتري الجارية الصَنَاع (٣) التي تطبخ وتعمل الحلوى، ويشترط عليها أن لا يقربها؛ لأنه كان عليلا لم يمكنه أن يقرب النساء في وقته ذلك؛ لباصور كان به، وكان يقول لنا: تشهَّوْا ما أحببتم؛ فقد اشتريت جارية تحسن أن تعمل ما تريدون. قال: فيقول لها بعض أصحابنا: اعملي اليوم كذا وكذا. فكنا نحن الذين نأمرها، وهو مسرور بذلك (٤).

أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد قال: أخبرنا أبو الوليد الفقيه قال: حدثنا إبراهيم بن محمود قال: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول:


(١) الحلية ٩/ ١٣٢ وآداب الشافعي ومناقبه ١٢٦.
(٢) الحلية ٩/ ١٣٢ وآداب الشافعي ومناقبه ١٢٤.
(٣) في ا، ح: «الصناعة».
(٤) الحلية ٩/ ١٣٣.