للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان الشافعي، رحمه الله، من أسخى الناس. قال: وكنت آكل مع الشافعي تمراً مُلَوَّزاً من هذه الجِرَار، فجاء رجل فقعد وأكل، وكان يجلس إليه، فلما فرغ من الأكل قال الرجل للشافعي: ما تقول في أكل الفجاءة؟ قال: فلوى الشافعي عنقه إليّ وقال: هلا كان سؤاله قبل أن يأكل؟

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان قال: حدثنا أبو جعفر - يعني محمد بن عبد الرحمن - قال: حدثنا الحسن - يعني ابن الأشعث - قال: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: جاءنا الشافعي إلى منزلنا قال: فقال لي: اركب دابتي هذه قال: فركبتها قال: فقال لي: أقبل بها وأدبر، ففعلت فقال: إني أراك بها لَبِقاً فخذها فهي لك. قال: وكان من أسخى الناس. ثم ذكر قصة التمر (١).

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو أحمد بن أبي الحسن قال: حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن محمد - قال:

حدثنا الربيع بن سليمان قال: تزوجت، فسألني الشافعي: كم أصدقتها؟ قلت: ثلاثين (٢) دينارا. فقال: كم أعطيتها؟ فقلت: ستة دنانير. فصعد داره وأرسل إلي صرة فيها أربعة وعشرون دينارا (٣).

أخبرنا محمد بن الحسين قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول: سمعت أحمد بن علي بن سعيد البزاز يقول: سمعت إبراهيم بن خالد: أبا ثور يقول: أراد الشافعي الخروج إلى مكة.

ح. وأخبرنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الوليد: حسان بن محمد


(١) المناقب للرازي ١٢٨.
(٢) في ح: «ثلاثون».
(٣) الحلية ٩/ ١٣٢ وآداب الشافعي ومناقبه ١٢٥.