للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وكانت نفقته على أهله بالسَّعَة.

قال: وكان أكرم الناس مُجَالَسَةً، بكنّي الصغير والكبير إكراما منه لمن يجالس (١).

قال الربيع: قال لي البُوَيْطِي: إن أهل مكة قبائل قريش وسائر قبائل العرب يتحدثون: إنّهم لم يروا رجلا أكمل مروءة من الشافعي.

قال البويطي: والمروءة عند الشافعي أخلاق الذي (٢) كان يتبع رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وقرأت في كتاب العاصمي فيما بلغه عن الربيع قال:

كان الشافعي يجلس في حلقته إذا صلّى الصبح فيجيئه أهلُ القرآن، فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه عن تفسيره ومعانيه. فإذا ارتفعت الشمس قاموا واستوت الحلقة للمُذَاكَرة والنّظر. فإذا ارتفع الضّحى تفرّقوا وجاء أهلُ العربية والعروض والنحو والشعر، فلا يزالون إلى أن يَقْرُبَ انتصافُ النهار. ثم ينصرف، رحمه الله.

قال الربيع: ولو (٣) رأيت الشافعي لاستحييت أن تنظر. يعني من هيئته وجلالته.

وفي كتاب زكريا السّاجِي عن محمد بن هارون، عن داود بن علي قال:

سمعت إسحاق بن رَاهَوَيْه يقول: لقيت الشافعي في المسجد الحرام قاعداً


(١) في ح: «لمن يجالسه».
(٢) في هـ، ح: «الدين كان».
(٣) في ح: «لو».