للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما قسَى قلْبي وضاقت مذاهبي ... جعلتُ الرّجا منّي لعفوك سُلَّما

تَعَاظَمَنِي ذنبي فلما قَرَنْتُه ... بعفوك ربّي كان عَفْوُكَ أَعْظَما

ومازلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل ... تجودُ وتعفو مِنّةً وتكرُّما

ولولاك مَا يقوى بإبليسَ عابدٌ ... فكيف وقد أغوى صَفِيَّكَ آدَمَا (١)

فإن تعْفُ عنّي تعْفُ عن مُتَمَرِّدٍ ... ظلومٍ غشوم ما يُزَايل مَاثَمَا

وإن تنتقم منّي فلست بآيسٍ ... ولو أدخلت نفسي بجرمي جَهَنَّمَا

فَجُرْمِي عظيمٌ من قديم وحادث ... وعفْوُكَ ياذا العَفْوِ أعْلَى وأجْسَما

وأخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: أنبأنا أبو نصر: محمد بن محمد بن عيينة الشعراني (٢)، بمرو، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أوس قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن محمد الموصلي، بِتِرْمِذ في الجامع، قال: حدثنا مكي بن هارون الزِّنْجَاني، بِزِنْجَان، عن أبي عبد الله بن شاكر.

عن المزني قال: دخلت على محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه، عند وفاته فقلت له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟

قال: أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقا، وعلى الله وَارِداً، وبكأس المنية شاربا، ولسوء أعمالي ملاقيا، فلا أدري نفسي إلى الجنة تصير فأهنّيها، أو إلى النار فأعزيها.

فقلت: يا أبا عبد الله، رحمك الله، عِظْنِي.


(١) في ح: «لم يقو».
(٢) في ح: «السعداني» وهو تصحيف