للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقرأت في كتاب أبي الحسن: محمد بن الحسين العاصمي قال (١): خرجت إلى زيارة قبر أبي عبد الله: محمد بن إدريس الشافعي، بمصر إلى مقبرتها، وتسمى «المقطم» في مقبرة القرشيين بين قبور بني عبد الله بن عبد الحكم. قال: و «المقطم» اسم جبل مطل على المقبرة. قال: فرأيت قبره مُسَنَّماً مرتفعا من الأرض مقدار شبرين أو أكثر قليلا، وعليه لوحان منصوبان من رخام: واحد عند رأسه، والآخر عند رجليه، فأما اللوح الذي عند رجليه فمكتوب فيه نسبته إلى إبراهيم خليل الرحمن، صلوات الله عليه وآله، وأما الذي عند رأسه فمكتوب فيه حَفْراَ (٢) في الحجر:

بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما شهد به محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ويشهد أن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الموت حق، وأن الله يبعث من في القبور. على ذلك حيي وعليه مات وعليه يبعث حيًّا إن شاء الله تعالى. اللهم اغفر له ذنبه، ونورّ له (٣) قبره، واحشره مع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، واجعله من رفقائه. توفى محمد بن إدريس، رحمه الله، في رجب من سنة أربع ومائتين.

هذا لفظ حكاية العاصمي وبمعناه في حكاية أبي الفضل، غير أنه قال في آخره: آمين رب العالمين. ولم يذكر قوله: إن شاء الله تعالى.

وفي حكاية ابن عدي:


(١) في ا: «قوله».
(٢) في ح: «نقرا».
(٣) في ح: «ونور له في قبره».