للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا قبر محمد بن إدريس، وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق. لم يذكر ما بينهما وزاد: وأن صلاته ونسكه ومَحْيَاهُ ومماته لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمر، وهو من المسلمين، عليه حيى، وعليه مات، وعليه يبعث حيا إن شاء الله. توفى أبو عبد الله ليوم بقى من رجب سنة أربع ومائتين.

وكأنهم حفظوا ما رأوا عليه مكتوبا، ثم علقوه بعده فزلّ بعض ألفاظه عن الحفظ. والله أعلم.

قرأت في كتاب أبي الحسن: محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم: عن الزبير بن عبد الواحد قال: حدثني أبو عبد الله: محمد بن سعيد البسيري قال: سمعت أبا زكريا - يعني الأعرج - يقول:

سمعت الربيع يقول: رأيت في المنام أنّ آدم مات، صلى الله عليه وسلم، ويريدون أن يخرجوا بجنازته فلما أصبحت سألت بعض أهل العلم عن ذلك فقال: هذا موت أعلم أهل الأرض: إن الله عز وجل علَّم آدم الأسماء كلّها. فما كان إلا يسيرا حتى مات الشافعي، رحمه الله.

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو أحمد بن أبي الحسن قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس قال: حدثنا الربيع بن سليمان المصري قال:

حدثني أبو الليث الخَفَّاف - وكان مُعَدِّلا [عند القضاة] (١) - قال: أخبرني العزيزي، وكان متعبدا، قال: رأيت ليلة مات الشافعي في المنام كأنّه يقال: مات النبي، صلى الله عليه وسلم، في هذه الليلة وكأني رأيته يغسَّل في مجلس عبد الرحمن الزّهري في المسجد الجامع،


(١) الزيادة من ح وآداب الشافعي ومناقبه ٧٣.