للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت الربيع بن سليمان يقول: إذا قال الشافعي: أخبرني الثقة. يريد به يحيى بن حسّان.

وإذا قال: أخبرنا من لا أتّهم. يريد به إبراهيم بن أبي يحيى.

وإذا قال: بعض الناس. يريد به أهل العراق.

وإذا قال: بعض أصحابنا. يريد به أهل الحجاز.

قلت: وقد قال الشافعي: أخبرنا الثقة عن معمر، والمراد به: «إسماعيل بن عُلَيّة» لتسميته إياه في موضع آخر وقال: أخبرنا الثقة، عن الوليد بن كثير، والمراد به: أبو اسامة، أو (١) من رواه له عن أبي أسامة. فالحديث ينفرد به أبو أسامة، «(٢ عن الوليد ٢)».

وقال: أخبرنا الثقة، عن هشام بن عروة في حديث إفاضة أم سَلمَة ليلة المُزْدَلِفَة، والمراد به: أبو معاوية، أو من رواه له (٣) عنه. فالحديث ينفرد بوصله أبو معاوية.

وقال في هذا الحديث مرة أخرى: أخبرني من أثق به من المَشْرِقِيِّين (٤) عن هشام بن عروة. وأهل الحجاز يسمون العراقيين المشرقيين.

وقد قال في موضع آخر: أخبرنا الثقة. ولا يوقف على مراده به إلا بظن غير مقرون بعلم.


(١) في ا: «ومن رواه».
(٢) ما بين الرقمين ليس في ح.
(٣) من ح.
(٤) في ترتيب مسند الشافعي ١/ ٣٥٧ - ٣٥٨: أخبرنا الشافعي، عن داود بن عبد الرحمن العطار، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: دار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة يوم النحر، فأمرها أن تعجل بالإفاضة من جمع حتى تأتي مكة فتصلي بها الصبح، وكان يومها، فأحب أن توافيه» ثم قال الشافعي:
أخبرنا من أثق به من المشرقيين، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.