للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالدين والأمانة والورع وانتحال مذهب الشافعي.

قال (١): ومنهم «أبو عبد الرحمن الشافعي» وكان في حال انتحاله لمذهبه وذبّه عن قوله - ريحانة أهل الحديث وأحد النُّسَّاك والحفّاظ للحديث وقبوله حتى صار إلى ما سبق من علم الله فيه.

قال: ومنهم «حرملة بن يحيى التجيبي» وكان أحد المتقدمين من أصحاب الشافعي وممن (٢) ينسب إلى الشافعي، منه سمع وعنه اقتبس.

قال: ومنهم «أبو يعقوب: يوسف بن يحيى البويطي» ومكانه من العلم مكانه، وكان أحد من أريد على ترك دينه وأوذى (٣) في الله، وحمل في الأقياد من مصر، واغترب عن أهله وطال في السجن حبسه، ممتنعاً مما أريد منه من القول بخلق القرآن، صابراً على الأذى في الله عز وجل، حتى مات في أقياده محبوساً ثابتاً على دينه، غير مجيب إلى ما أريد منه مما قد سارع إليه أكثر مخالفيه من متفقهة عصره، رحمة الله عليه ورضوانه.

قال: ومنهم «الربيع بن سليمان المرادي» الذي لا تعلم الرحال تشد من شرق (٤) إلى غرب في طلب العلم - يعني في عصره - إلا إليه، وإنما يقصد القاصدون إليه؛ ليعرفوا مقالة الشافعي، رضي الله عنه.

قال: ومنهم «أبو الوليد: موسى ابن أبي الجارود المكي» وكان مفتي أهل مكة، وممن (٥) يعترف له بالدين والأمانة والورع والحفظ لمقالة الشافعي، رضي الله عنه.


(١) من ح.
(٢) في ا: «ومن».
(٣) في ح: «اوذى».
(٤) في ح: «الذي لا يعلم الرجال بشراً يقصد من شرق ...».
(٥) في ا: «ومن».