للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى السلطان وقالوا له: اخرج هذا عنّا. فأجابهم السلطان إلى ذلك، فذهب الشافعي ومعه الهاشميون والقرشيون إلى السلطان، وكلّموه فأبى عليهم وقال: إن هؤلاء قد كرهوه وأخاف أن تفتن البلد عليّ، فأجّله ثلاثة أيام على أن يخرج من البلد، فلما كانت الليلة الثالثة مات الوالي فجأة وكفى أمره وأقام الشافعي. وهذا فيما قرأته في كتاب أبي يحيى الساجي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبي عبيد الله ابن أخي عبد الله بن وهب: أنه ذكر هذه القصة.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر: محمد بن إبراهيم بن حسنويه العبد (١) الصالح، وأبا الطيب الكرابيسي يقولان: سمعنا أبا بكر: محمد ابن إسحاق يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: ما رأيت البويطي بعد ما فطنت له إلا رأيت شفته تتحرك: إما بذكر وإما بقراءة قرآن.

وذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتابه فقال في كتابي عن الربيع قال: كان لأبي يعقوب البويطي من الشافعي منزلة، وكان الرجل ربما يسأله عن المسألة فيقول: سل أبا يعقوب فإذا أجابه أخبره فيقول: هو كما قال (٢). قال الربيع: ما رأيت أحداً أنزع لحجة من كتاب الله تعالى من أبي يعقوب البويطي (٣).

قال: وربما جاء إلى الشافعي رسول صاحب الشرط، فيوجه الشافعي أبا يعقوب ويقول: هذا لساني (٤).

وقد حكينا عن الشافعي أنه قال لأبي يعقوب البويطي: أما أنت يا أبا يعقوب فستموت في حديديك. فكان كما تفرس: دعى إلى القول بخلق


(١) في ح: «حيويه العلا العبد»
(٢) آداب الشافعي ص ٢٧٥.
(٣) آداب الشافعي ص ٢٧٥.
(٤) آداب الشافعي في الموضع السابق.