للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرآن فامتنع منه، فقيد وحمل في أقياده إلى العراق، وحبس حتى توفى في أقياده محبوسا، رحمه الله تعالى.

قرأت في كتاب أبي الحسن: محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم، عن أبي بكر: عبد الرحمن بن أحمد الشافعي قال:

سمعت الربيع يقول: رأيت أبا يعقوب البويطي وفي رجله أربع حلق قيود، وفيها أربعون رطلَ حديد، وفي عنقه غلٌّ مشدود إلى يده وهو يقول: إنما خلق الله الخلق «بكن»، فإذا كان «كن» مخلوقا - فمخلوق خلَق مخلوقا (١).

قال: وكان في السجن إذا سمع المؤذن قام ولبس ثيابه وتقدم إلى باب السجن فيقال له: إلى أين؟ فيقول: أجيب داعي الله، فيقال له: ارجع عافاك الله، فيقول: اللهم إنك تعلم أني قد أحببت.

وقرأته في كتاب زكريا بن يحيى الساجي سماعه من الربيع قال:

كان أبو يعقوب إذا سمع المؤذن يوم الجمعة اغتسل ولبس (٢) ثيابه، ومشى حتى يبلغ باب الحبس فيقول له السجان: أين تريد؟ قال: أجيب داعي الله. قال: ارجع عافاك الله تعالى، فيقول أبو يعقوب: اللهم إنك تعلم أنا قد أجبنا داعيك فمنعونا.

وقرأت في كتاب العاصمي: عن الزبير بن عبد الواحد، عن علي بن محمد قال:

قال الربيع: وكتب إليّ البويطي من بعض الطريق: هذا آخر كتاب أكتبه


(١) في ا: «مخلوق».
(٢) في ا: «إذا سمع المؤذن قام ولبس ثيابه».