للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي قال: حدثنا أبو عبد الله الهروي قال:

سمعت «أبا زُرعة الدمشقي» وقلت له: ما أكثر حمل «المزني» على الشافعي. فقال: لا تقل هكذا ولكن قل: ما أكثر ظلمه للشافعي.

وقرأت هذه الحكاية في كتاب العاصمي، عن أبي عبد الله: محمد بن يوسف ابن النضر البصري (١) الهروي، عن أبي زُرعة: محمد بن عثمان بن زرعة القاضي الدمشقي هكذا. وما أحسن ما قال. وظلمه إياه في شيئين: أحدهما أنه بلغني أن «البويطي» سئل عن سماع «المزني» من الشافعي فقال:

كان صبيًّا ضعيفاً (٢)

قلت: فربما وجد في كتابه مسألة قد سقط منها بعض شرائطها وهي في رواية حرملة والربيع صحيحة فنقلها (٣) على ما في كتابه ثم أخد في الطعن عليه. وكان من سبيله أن ينظر في كتب أصحابه حتي يتبين له خطؤه في الكتابة أو خطأ من كتب كتابه فيستغنى عن الاعتراض.

والآخر: أنه وجد الشافعي ذكر مسألة في موضعين اختصرها في أحدهما (٤) وذكرها مستوفاة شرائطها في الموضع الآخر فنقلها المزني مختصرة، ثم اشتغل بالاعتراض عليه، ولو نقلها من الموضع الآخر مقيدة بشرائطها استغنى عن الاعتراض.


(١) من ح.
(٢) في ح: «صبيا صغيرا ضعيفا».
(٣) من ح.
(٤) في ا: «اختصرهما في أحديهما».