للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومثال كل واحد من هذين النوعين (١) عندي فيما رددته من كلام الشافعي، رحمه الله، إلى ترتيب المختصر وإيراده هاهنا مما يطول به الكتاب.

وعمل شيئا آخر: وهو أن كل كتاب صنفه «الشافعي» ورتب له ترتيبا حسنا ترك «المزني» ترتيبه وقدم وأخر: كالجمعة والجنائز وغيرهما.

وقد يذكر الشافعي مسألة في موضعين بعبارتين، فيقل المزني تلك المسألة بعضها بعبارته في أحد الموضعين والثاني (٢) بعبارته في الموضع الآخر كيلا يهتدي إلى كيفية نقله. ولو نقلها على ترتيبه فيما رتبه، وعلى عبارته في أحد الموضعين كان أحسن وأبين.

فهذا وجه جواب أبي زرعة. والذي راعى المزني من حق الشافعي في جمع ما تفرق من كلامه واختصار ما بسط من قوله وتقريبه (٣) على من أراده، وتسهيله على من قصده من أهل الشرق والغرب - أكثر، وفائدته أعم وأظهر، فلا أعلم (٤) كتابا صنِّف في الإسلام أعظم نفعا وأعم بركة وأكثر ثمرة من كتابه، وكيف لا يكون كذلك واعتقاده في دين الله تعالى، ثم اجتهاده في عبادة الله تعالى، ثم (٥) في جمع هذا الكتاب، ثم اعتقاد الشافعي في تصنيفه للكتب (٦) على الجملة التي مضى ذكرها عن الشافعي، وسنذكرها عن المزني، رحمنا الله وإياهما، وجمع بيننا وبينهما في جنته بفضله ورحمته.


(١) في ا: «الوجهين».
(٢) في ح: «والباقي».
(٣) في ا: «فيقربه».
(٤) في ح: «تعلم».
(٥) من ح.
(٦) في ح: «في تصنيف».